سورة يس - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يس)


        


{إني آمنت بربكم فاسمعون} فلمَّا قال ذلك وثبوا إليه فقتلوه، فأدخله الله تعالى الجنَّة، فذلك قوله تعالى: {قيل ادخل الجنَّة} فلمَّا شاهدها قال: {يا ليت قومي يعلمون}.
{بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} أَيْ: بمغفرة ربِّي.
{وما أنزلنا على قومه} يعني: على قوم حبيب {من جند من السماء} لنصرة الرُّسل الذين كذَّبوهم. يريد: لم نحتج في إهلاكهم إلى إرسال جند.
{إن كانت} ما كانت عقوبتهم {إلاَّ صيحة واحدة} صاح بهم جبريل عليه السَّلام، فماتوا عن آخرهم، وهو قوله: {فإذا هم خامدون} ساكنون قد ماتوا.
{يا حسرة على العباد} يعني: هؤلاء حين استهزؤوا بالرُّسل، فتحسَّروا عند العقوبة.
{ألم يروا} يعني: أهل مكَّة {كم أهلكنا قبلهم من القرون أنَّهم إليهم لا يرجعون} يعني: ألم يروا أنَّ الذين أهلكناهم قبلهم لا يرجعون إليهم.
{وإن كل} وما كلُّ مَنْ خُلق مِن الخلق إلاَّ {جميع لدينا محضرون} عند البعث يوم القيامة يحضرهم ليقفوا على ما عملوا.
{وآية لهم} على البعث {الأرض الميتة أحييناها}.


{وما عملته أيديهم} أَيْ: لم تعمله ولا صنع لهم في ذلك.
{سبحان الذي خلق الأزواج كلها} أَيْ: الأجناس من النَّبات والحيوان {وممَّا لا يعلمون} ممَّا خلق الله سبحانه من جميع الأنواع والأشباه.
{وآية لهم} ودلالةٌ لهم على توحيد الله سبحانه وقدرته {الليل نسلخ} نُخرج {منه النهار} إخراجاً لا يبقى معه شيء من ضوء النَّهار، والمعنى: ننزع النَّهار فنذهب به، ونأتي باللَّيل {فإذا هم مظلمون} داخلون في الظَّلام.
{والشمس} أَيْ: وآيةٌ لهم الشَّمس {تجري لمستقرٍ لها} عند انقضاء الدُّنيا.
{والقمر قدرنا منازل} ذا منازلٍ {حتى عاد} في آخر منزله {كالعرجون القديم} وهو عود الشِّمراخ إذا يبس اعوجَّ.
{لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر} فيجتمعا معاً {ولا الليل سابق النهار} يسبقه فيأتي قبل انقضاء النَّهار {وكلٌّ} من الشَّمس والقمر والنُّجوم {في فلك يسبحون}. يسيرون.
{وآية لهم أنا حملنا ذريتهم} أباهم {في الفلك المشحون} يعني: سفينة نوحٍ عليه السَّلام.


{وخلقنا لهم من مثله} من مثل جنس سفينة نوح {ما يركبون} في البحر.
{وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم} فلا مُغيث لهم {ولا هم يُنقذون} يُنجون.
{إلاَّ رحمةً منا ومتاعاً إلى حين} أَيْ: إلا أن نَرحمهم ونُمتِّعهم إلى انقضاء آجالهم.
{وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم} العذاب الذي عُذِّب به الأمم قبلكم {وما خلفكم} يعني: عذاب الآخرة {لعلكم ترحمون} لكي تكونوا على رجاء الرَّحمة، وجواب {إذا} محذوف تقديره: وإذا قيل لهم هذا أعرضوا، ودلَّ على هذا قوله تعالى: {وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلاَّ كانوا عنها معرضين}.
{وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله} كان فقراء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون للمشركين: أعطونا من أموالكم ما زعمتم أنَّها لله تعالى، فكانوا يقولون استهزاءً: {أنطعم مَن لو يشاء الله أطعمه} فقال الله تعالى: {إن أنتم إلاَّ في ضلال مبين}.
{ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} أنَّا نُبعث.
{ما ينظرون} ما ينتظرون {إلاَّ صيحة واحدة} وهي نفخة إسرافيل {تأخذهم وهم يخصمون} يختصمون، يُخاصم بعضهم بعضاً. يعني: يوم تقوم الساعة وهم في غفلةٍ عنها.

1 | 2 | 3 | 4 | 5